وسائل تعين المؤمن على ترك سماع الأغاني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ..
سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
هذه زهور فواحه قطفتها من كتيب .. خمر النفوس .. تأليف / ماجد بن سعود العوشن
فهي وسائل تعين المؤمن بإذن الله تعالى على ترك الغناء ..
بالهمه .. والمثابره .. ومجاهدة النفس .. تسمو أرواحنا بالخير والله معنا ...

.

.

1- الإيمان بالله عز وجل :

قال تعالى " وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ *
من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب * ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود
* لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد * "
فعلينا جميعا تربية أنفسنا تربيه إيمانيه متكامله نضمّنها معاني التقوى
والمراقبه .. والخوف والرجاء .. والمحبه وغيرها من المعاني الإيمانيه ..

2- البعد عن أماكن الغناء :

ولا يخفى أننا نعيش اليوم في مجتمع قد ملىء بالغناء وبشتى الوسائل ..
إعلانات الأشرطه الغنائيه من جميع الأشكال .. الفضائيات .. الإنترنت ..الخ ..
فعلى المؤمن أن يجعل أماكن جلوسه وراحته مذكرا له بالطاعه لا بالمعصيه ، فإن من سمع الغناء
في غرفته مثلا يجعل ارتباطا للغرفه بالمعصيه ، وكذا الحال بالنسبه للسياره حتى لا يقع في معصية
سماع الغناء مرة و مرتين وثلاثا ، إذ أنه كلما دخل البيت أو ركب السياره أو ... تذكر المعصيه ،
ولكن إذا جعل له ارتباطا بأن يشغل شريط القرآن أو الدروس والمحاضرات النافعه فسيكون له
ارتباطا للخير دائما ...

3- أشغل نفسك بالطاعه :

الوقت نعمه عظيمه من نعم الله على الإنسان ، لكن المغبون فيها ومنقوص الحظ كثير ، فعن ابن
عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ "
"ولذا فإن أهل الجنه يتحسرون على ساعة لم يذكروا فيها اسم الله ، قال صلى الله عليه وسلم :
" لن يتحسر أهل الجنه إلا على ساعة مرت بهم ، ولم يذكروا الله عز وجل فيها "
وليتذكر المؤمن دائما حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ،
وعن شبابه فيم أبلاه ، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم "

4- التوجه إلى الله عز وجل ، واللهج إليه بالدعاء في كل وقت وحين :

علينا أن نتذكر دائما حديث ابن ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما
روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال " يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم
محرما ، فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي
كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي ، كلكم عار إلا من كسوته
فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا
فاستغفروني أغفر لكم ... "

وإذا عزم المؤمن على ترك الغناء فليكثر من الدعاء بالثبات ..
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول
" اللهم ثبت قلبي على دينك " فقال رجل : يا رسول الله ، تخاف علينا وقد آمنا بك وصدقناك
بما جئت به ، فقال : " إن القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن عز وجل
يقلبها " وأشار الأعمش بإصبعيه .. "

5- لاتيأس .. :

فإذا وقع الإنسان في سماع الحرام ( الغناء ) فلا ينبغي أن يصيبه اليأس والإحباط ،
وليعلم أن المرء مهما فعل ، إذا تاب توبة صادقه إلى الله ،،
فإن الله يقبل توبته " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من
رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "

وهناك كثيرون ارتكبوا معصيه واثنين وثلاثا ثم تتابعوا في الحرام ليقولوا :
فما لفائدة من التوبه الآن ؟!
إليك هذا الحديث الذ يملأ نفوس أهل التوبة الصادقه رضى وانشراحا ..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أن رجلا أذنب ذنبا ،
فقال : رب إني أذنبت ذنبا ، أو قال عملت ذنبا فاغفره ، فقال عزوجل : عبدي عمل ذنبا ،
فعلم أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ به ،قد غفرت لعبدي ، ثم عمل ذنبا آخر أو أذنب ذنبا آخر ،
فقال : رب إني عملت ذنبا فاغفره ، فقال الله تبارك وتعالى : : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ،
ويأخذ به ، قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر أو أذنب ذنبا آخر، وفقال : رب إني عملت ذنبا
فاغفره ، فقال : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ به ، قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء "

6- الإراده القويه في ترك المعاصي :

قال تعالى " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض "
وليتذكر الإنسان أن الدنيا لا تساوي شيئا يذكر في جنب الآخره وعليك أن تتذكر نعمة الله عليك ،
وأنك تستخدم نعم الله عز وجل في معاصيه ، ولتعلم أن الذي أعطى الحواس قادر على المعاقبه
بسلبها والحرمان منها ،،
قال تعالى " قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم
به انظركيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون "
وكن من الذين إذا جاءهم أمر الله قالوا : " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "

7- مراقبة الله عز وجل :

ومراقبة الله عز وجل تتأكد في النفس وتتعمق مع تزايد الشعور بقرب الله من الإنسان
" أم يحسبون أنا لانسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون "
اللهم نور قلوبنا بالقرآن .. واغفر لنا .. وتب علينا ..

8- التوبه النصوح الصدقه :

لقد علم الله عز وجل أن الناس بشر مهما بلغوا من التقوى والصلاح والورع فلابد أن
يفارقوا بعض ما حرم الله عز وجل " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " ،
ومن ذلك الإستماع إلى الغناء لذا فتح الله باب التوبة ودعاهم إليها ..
" وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون "

والله سبحانه وتعالى يحب توبة العبد ويفرح بها ، فقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه
وسلم أنه قال :" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته
بأرض فلاة ، فانفلتت منه ، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع
في ظلها فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمه عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت
عبدي وأنا ربك _ أخطأ من شدة الفرح "

9- دوام على الإستغفار :

الإستغفار هو طلب المغفره من الله عز وجل واعتراف بالذنب والتقصير ، وهو يشرع عند الذنب ،
وهو من آكد المواضع وحين عصى آدم ربه قالا وزوجه " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين "

وحين قتل موسى رجلا لم يؤمر بقتله قال : " رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفورالرحيم "

فدوام على الإستغفار في كل حين .. من لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ..

.

.

والحمد لله رب العالمبن ..
..ربنا اغفر لنا وانفعنا وعلمنا ما جهلنا ,,
وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ..
منقول